حافلًا بالاحداث الامنية كان الاسبوع الاخير في مناطق شمال وجنوب بغداد، حيث نفذ تنظيم داعش نحو 15 هجومًا اغلبها على القوات الامنية في 3 محافظات.
واسفرت تلك الهجمات عن مقتل 8 اشخاص بين عسكري ومدني، بينهم امرأة، واصابة 4 آخرين بهجمات نفذت ببنادق “القناص” والعبوات الناسفة.
بالمقابل اعتقلت وقتلت القطعات العسكرية والامنية 115 من عناصر داعش، في اعلى حصيلة منذ 3 سنوات.
وتضمنت تلك العمليات القاء القبض على قيادات مهمة في التنظيم، وتفكيك شبكة كبيرة لـداعش في نينوى.
وفي الاسبوع الماضي، اعتقلت القوات الامنية نحو 100 مطلوب ومسلح تابع لتنظيم داعش في بضعة ايام، في ثاني اكبر حصيلة للاعتقالات بعد اعلان نهاية “داعش” في 2017.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس جهاز مكافحة الارهاب عبد الوهاب الساعدي، قد تعهدا في وقت سابق بضبط الامن في الجنوب والقضاء على داعش في آن واحد.
وتصاعدت في الاسابيع الثلاثة الماضية، عمليات “اصطياد” المسلحين من قبل القوات الامنية، فيما سجلت هجمات داعش في الايام الـ6 الاخيرة معدلات اعلى من الاسبوع الماضي.
جزيرة كنعوص
مسؤول امني سابق في نينوى، يقول لـ(المدى) ان “داعش بدأ منذ الاسابيع القليلة الماضية يحاول اعادة انتشار عناصره جنوب الموصل، لكن عمليات امنية متعددة افشلت خطة التنظيم”.
واستخدمت القوات الامنية، امس، المدفعية لضرب مواقع التنظيم في “جزيرة كنعوص” جنوب الموصل، حيث يتوقع وجود مسلحين هناك.
ويؤكد المسؤول السابق ان “كنعوص هي ملجأ لعناصر داعش الذين يتسللون من سوريا باتجاه الاراضي العراقية”.
وكشفت (المدى) منتصف ايلول الحالي، عن “تحركات مشبوهة” للتنظيم في مناطق جنوب الموصل، وعمليات تسلل من غرب نينوى.
واسقط طيران التحالف 36 الف كيلوغرام من الصواريخ على “كنعوص” منذ عمليات التحرير نينوى التي بدأت عام 2016.
ونشر التحالف الدولي في مثل هذا الشهر قبل عام، شريط فيديو على تويتر يوثق الغارات الجوية وكمية القنابل التي أسقطت على المنطقة باستخدام مقاتلات F-15 وF-35 تابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.
آنذاك نفذت تلك الضربات ضمن عملية أطلقتها قوات مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع التحالف الدولي سميت بـ”التراب الأسود” بهدف ملاحقة مسلحي داعش في كنعوص.
وتقع قرية كنعوص على بعد نحو 30 إلى 40 كيلومترا شمال قضاء الشرقاط التابع لمحافظ صلاح الدين.
وتبعد جزيرة او “زور كنعوص” نحو 10 كيلومترات شمال القرية وهي منطقة مليئة بالقصب غير مأهولة بالسكان ويحيط بها نهر دجلة من كل جانب هو ما جعل السكان يطلقون عليهم اسم جزيرة.
وألقت مقاتلات أميركية أكثر من 80 ألف رطل أو ما يعادل 36 ألف كغم من القنابل الموجهة بأشعة الليزر على “الجزيرة الموبوءة” بحسب تسمية التحالف للمنطقة في ذلك الوقت.
وتحظى المنطقة بموقع ستراتيجي مهم باعتبارها كانت بمثابة مفترق طرق يمكن من خلاله الوصول إلى محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى، كما أن لديها اتصالات جغرافية بمناطق قريبة من الحدود العراقية مع سوريا.
يوم السبت الماضي، اكد الناطق العسكري للقائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، تنفيذ واجب “تفتيش وتطهير جزيرة كنعوص بنينوى، من الإرهابيين”.
وقال رسول في تغريدة على (تويتر): “شرعت قيادة عمليات نينوى من خلال قوات مشتركة من فرقة المشاة 14 وفرقة المشاة 16 وقيادة الحشد الشعبي لمحافظة نينوى، ومديرية شرطة نينوى، بواجب تفتيش وتطهير جزيرة كنعوص للقضاء على بقايا عصابات داعش الإرهابية وتدمير أوكارهم ولتعزيز الأمن والاستقرار”.
اعتقال متسللين
وتزامنا مع تلك العمليات، اعتقلت القوات الامنية 3 عناصر من تنظيم داعش، بينهم سوري الجنسية في كمين قرب الحدود السورية في غربي نينوى، بحسب المسؤول السابق في المحافظة.
وبناءً على معلومات استخبارية استباقية، شرع فريق استخباري ميداني بالتقرب مِن الشريط الحدودي مع سوريا وتم نصب كمائن خاصة في الاتجاهات المرجح اختراق الحدود منها باتجاه العمق العراقي.
وبالفعل تمكنوا مِن إلقاء القبض على المتسللين من ضمن ما يعرف بـ”ديوان الجند”. متسللين واعترفوا فيما بعد انهم شاركوا في اغلب المعارك ضد القوات العراقية.
ووصل عدد المعتقلين في الايام الـ6 الماضية في نينوى الى 32 معتقلا و6 قتلى في عمليات عسكرية متفرقة في المحافظة، فيما قتل عسكري واحد في تلك الحملات.
ومن ابرز تلك العمليات، هو ما قامت به الاستخبارات العسكرية، يوم الاحد، من اختراق وتفكيك خلية من الخلايا النائمة واعتقلت جميع عناصرها.
ووفق المسؤول السابق، الذي طلب عدم نشر اسمه، ان “المعتقلين ضمن ما يسمى بديوان الجند في المدينة القديمة في الموصل”.
هجمات داعش
بالمقابل كان داعش قد شن منذ نهاية الاسبوع الماضي حتى مساء الاحد الماضي، هجمات متفرقة في ديالى، كركوك، صلاح الدين، والانبار.
وهاجم التنظيم قرى وحواجز امنية في ديالى 8 مرات، مستخدما العبوات الناسفة و”القناصين”، والرشاشات.
واسفرت تلك الهجمات التي طالت عسكريين ومدنيين عن مقتل 4 اشخاص، بينهم امرأة بعبوة ناسفة في المقدادية شمال بعقوبة، فيما اصيب 4 آخرين.
وفي كركوك نفذ التنظيم 3 هجمات في نفس الفترة، لم تسفر عن أي ضحايا، فيما شن الاخير هجومين في صلاح الدين ادت الى مقتل 3 من عناصر الحشد الشعبي بانفجار عبوة ناسفة في طوزخرماتو، شرق تكريت.
الى ذلك اعتقلت القوات الامنية في الايام الستة الاخيرة، 29 مطلوبا ضمن عمليات “ضبط السلاح” في الجنوب، واكثر من 80 آخرين من عناصر داعش.
ابرز تلك الاعتقالات، ما قامت به استخبارات صلاح الدين امس، من القاء القبض على 10 مسلحين، فيما وصل عدد الاعتقالات بالمحافظة الى 27 شخصا.
وفي كركوك وصل عدد المعتقلين ضمن تنظيم داعش، الى 5 افراد، و4 مسلحين في ديالى، ومسلحين في بغداد احدهم في عرب جبور جنوبي العاصمة، ضمن ولاية الجنوب.
وفي الانبار اعتقلت القوات الامنية 7 مسلحين ضمن تنظيم داعش، بضمنهم احد ممولي التنظيم في الرطبة، جنوب غربي المحافظة.