المهمات العاجلة للشعب العراقي في ضوء الاوضاع الدولية الراهنة

202

مكسيم العراقي

وصول الادارة الجديدة للبيت الابيض من الديمقراطيين في 3 نوفمبر 2020 وسيطرتها على مجلسي الكونكرس وعودة الستاف السابق من الديمقراطيين للسلطة والذين شهدت فترة حكمهم السابقة لمجي ترامب احداثا جساما في المنطقة يوشر الى مرحلة خطرة جدا في اوضاع الشرق الاوسط والعالم العربي.

في فترة حكم الديمقراطيين قبل ترامب بوصول اوباما لسلطة بين عامي 2009-2016 :

-شهد العراق الانسحاب الامريكي الكارثي منه نهاية عام 2011 بمخطط ايراني للهيمنة على العراق ولم يمضي على الانسحاب اقل من عامين حتى اشتعل التمرد في مناطق غرب وشمال العراق وانغمس الجيش الجديد غير الكفوء وغير المسلح جيدا والمشبع بعناصر المليشيات وفق قانون الدمج لبريمر والغارق في فساد القادة والامرين ( ليسوا جميعا) في حرب مدن غير متكافئة انتهت الى سقوط الموصل المدبر من قبل ايران والطغمة الحاكمة التي كان يقودها نوري المالكي انذاك ولم يتم محاكمة احد في اكبر كارثة حلت بالعراق منذ قيام الدولة الوطنية الحديقة عام 1921.

– وقوع ماسمي بالفوضى الخلاقة وثورات الربيع العربي التي بشرت بها كونداليزا رايس وغيرها وانهت حكم انظمة ديكتاتورية ولم تستبدلها بانظمة ديمقراطية بل ادت الى تفكك وتدمير عدد من الدول الوطنية العربية وسيطرة الاسلام السياسي الفاسد الارهابي بدعم امريكي مستتر وظاهر التي بدات بالثورة التونسية التي انهت حكم بن علي في 14 كانون الثاني 2011 وفي 20 اكتوبر 2011 سقط نظام القذافي بعملية مدبرة قطرية غربية انتهت الى قتله وسيطرة عصابات الاسلام السياسي على السلطة التي حولت ليبيا الى دولة فاشلة متناحرة ادت لهيمنة تركية عثمانية جديدة تحت غطاء الاخوان المسلمون ثم سقط علي عبد الله صالح في اليمن في 27 شباط 2012 وقتل بعدها على يد الحوثيين الذين جاء بهم لصنعاء في 4 ديسمبر 2017. واشتعلت الثورة في سوريا في منتصف اذار 2011 التي ادت لحرب اهلية مازالت مستعرة ادت لتدمير سوريا تماما واستباحتها من قبل اطراف خارجية اهمها تركيا وايران وروسيا.

– بعد الانسحاب الامريكي من العراق المدبر ايرانيا وبالتزامن مع ذلك شكل المالكي ودعم وشرعن المليشيات الايرانية التي تغولت وتحولت الى اخطبوط كارثي كانت غاية وجوده الاولى هي حماية النظام السياسي الديني الفاسد الارهابي المخرب كما عبر عن ذلك ابو مهدي المهندس بوضوح قبل مقتله!.في 3 يناير 2020 بغارة امريكية قرب مطار بغداد مع قاسم سليماني.

-فشلت نظرية الفوضى الخلاقة والربيع العربي اللتان لم يعد مبشروها يكررانها في اسقاط النظام السوري الديكتاتوري الاجرامي لحد الان ويتوعد سادة البيت الابيض الجدد سوريا ونظامها بمزيد من العقوبات ولااحد يسال في امريكا او في دول الخليج الحليفة وغيرها من سيكون البديل لنظام البعث الاجرامي في سوريا هل سيكون الامر تماما مثل العراق عندما حلت زمر من الجواسيس والعملاء والمخربين الاسلاميين واحفاد وايتام الاقطاع والعشائر محل النظام العراقي السابق في حكم العراق وادى ذلك الى كوارث لاتعد ولاتحصى للعراق وللمنطقة وللعالم!… ان لم يكن البديل افضل من النظام الحالي فتلك مشكلة كبيرة لسوريا ولكل المنطقة وخصوصا للعراق.

-التوجه الاساسي للديمقراطيين سيكون في رفع الحصار عن ايران وبالتالي تغولها وتوسعها بشكل اكبر من الان والغاية ربما ببساطة هي تدمير دول الشرق العربي وحتى دول المغرب العربي ان امكن!

ووضع تلك الدول تحت حكم الامبراطورية الفارسية الجديدة التي تحاول ان تتقاسم (السوق) مع العثمانية الجديدة الصاعدة في عهد اردوغان!

ان كلا النظامين الايراني والعثماني ينهلان من فكر الاخوان المسلمون والطريق الرئيسي لهما هو اثارة الفتنة الطائفية في المنطقة ودعم وانشاء المليشيات الدينية الفاشية وتدمير الجيوش الوطنية واغراق البلاد العربية بالارهاب والتخريب توطئة لاعادة الاحتلال الفارسي والعثماني الذي دام قرونا قبل نجاح الثورة العربية الكبرى عام 1916 التي تكللت بقيام الدول العربية الوطنية حيث منعت دول سايكس بيكو باتفاقيتها وحدة البلاد العربية بل تقطيعها ليوم تكون فيه فريسة سهلة للفرس والاتراك وغيرهم!.

بايدن ذاته كان عراب تقسيم العراق! فبعد الاحتلال الامريكي للعراق وتدمير وحل الجيش العراقي والاجهزة الامنية وفتح الابواب والحدود للارهاب ولمليشيات ايران التي ادت للحروب الطائفية وسيول الدماء والخراب والتدمير وجد العبقري بايدن الحل في تقسيم العراق لتتصارع الدويلات الجديدة مجددا من اجل المزيد من الاراضي المتنازع عليها او تتحول الى اجزاء من تركيا وايران وغيرها.

ان المنطقة والعراق واليمن وسوريا ولبنان وربما غيرهم قادمون على سنين سوداء في ظل حكام البيت الابيض الامريكي الجدد لابل ان فرضية قيام دولة داعش من جديد هي قائمة بالفعل بعد تصاعد اعمال داعش في العراق وسوريا وبدا الامر باطلاق قوات قسد الكردية سراح الاف الدواعش بعد وصول الديمقراطيين للبيت الابيض!

وبينما يترنح حكم الفساد والخراب في العراق بعد ثورة اكتوبر 2019 فانه يعيد انتاج نفسه باساليب وضيعة ولم ولن يستفد يوما من دروس حرب داعش المريرة لان ايران ومليشياتها تخطط لسقوط اخر يتم من خلاله اقامة الجمهورية الاسلامية الفارسية في العراق!, بعد ان تم في سقوط الموصل الاول عام 2014 تشكيل الحرس الثوري الايراني فرع العراق! الضامن الوحيد لنظام الفساد والعمالة والتخريب والارهاب الاسلامي الحاكم في العراق!.

الامر الاخر هو رفع الحوثيون من قوائم الارهاب علي يد الادارة الجديدة وادى ذلك الى ارتفاع معنوياتهم وشنهم هجمات خطيرة جديدة على اجزاء مهمة في اليمن وكأن ضوءا اخضرا امريكيا قد اشر لهم! مع تزايد الهجمات ضد الاهداف المدنية في السعودية!!

وعلى الجانب الايراني تزداد العنجهية والصلافة الفارسية عنفا وتغولا بعد وصول بايدن من عمليات التخصيب الجديدة الخطرة الى تطوير الصواريخ والطائرات المسيرة التي تهدد السلم والامن في الشرق الاوسط والعالم الى المناورات الدائمية لجيش وحرس خامنائي الذي تم حتى بالقرب من الحدود العراقية ولم تكن ايران لتجروء على ذلك عندما كان صدام في السلطة حتى وهو في اضعف حالاته!.. الى هجمات الحوثي الاخيرة الى ضرب قاعدة امريكية قرب مطار اربيل! في يوم 15 شباط 2021… الى استمرار الاغتيالات في لبنان على يد حزب الله حيث لم تدنه المحكمة الجنائية الدولية بعد سنوات طويلة واموال طائلة بل ادانت فردا واحدا من الحزب!!

وبينما تستمر المخططات الفارسية في نشر الارهاب في العراق والمخدرات وقطع الانهار الدولية ونشر الامراض والجهل والتخلف والتدمير الممنهج للصناعة والزراعة والثقافة والفن والادب والعلم على يد احزابها الاجرامية التي قتلت وجرحت وعوقت فقط بعد ثورة اكتوبر 2019 اكثر من 30 الف شاب وشردت اعدادا اخرى قبل وبعد موامرة تولية الكاظمي في 7 حزيران 2020 بعد استقالة المجرم عادل عبد المهدي في 30 نوفمبر 2019 الذي طرحته زمر الفساد والتخريب كمصلح ولكنه في واقع الامر لايختلف كثيرا عن نمط مزدوجي الجنسية الذين تبواو رئاسة وزراء العراق من عام 2003 حيث اصبح ذلك الامر حكرا لهم في ظل دستور التخريب والفساد والاجرام الحالي.

تحاول ايران الان دفع جواسيسها وعملائها للسيطرة على العراق بعد الانتخابات القادمة باساليب مبتكرة جديدة في التزوير وشراء الذمم والتهديد واطلاق التصريحات الاجرامية عن فوز علان ووصول فلان وان لم يحدث هذا فانهم يعتبرون الانتخابات مزورة وبالتي يرفعون السلاح لتغيير الواقع الجديد بدعم ايراني مع الاغتيالات المستمرة ضد المرشحين غير المقبول عنهم ايرانيا! مع الاستعراضات العسكرية المتتالية للمليشيات الفارسية بمناسبة ودون مناسبة! وسط صمت من الكاظمي الذي شهدت فترة حكمة قمع منظم للثورة باساليب فارسية مبتكرة لاتخطر على بال…

ان العراق يعتبره الفرس درة التاج الرهبري وكل امكاناته وامواله تحولت الى ادوات لتخريب المنطقة فقد تم شفط كل مقومات العراق وامواله خدمة للاقتصاد والسياسية والستراتيجية الايرانية في المنطقة والعالم وفي اطار احكام قبضتها على العراق وتحويله الى عائل للعدوان والتوسع على الدول الاخرى…

في ظل الاوضاع المزرية الحالية والمستقبلية لابد من تحديد ستراتيجية عامة لنضال الشعب العراقي في المرحلة القادمة وربما تتضمن ولاتقتصر فقط على:

– المشاركة الفاعلة في الانتخابات ومنع وصول القوى الاجرامية الحاكمة للسلطة بكل الاساليب الشرعية المتاحة وقطع الطريق على التزوير وشراء الذمم والتهديد.

– اشراك الامم المتحدة ومجلس الامن في الاشراف على الانتخابات القادمة لقطع الطريق على ايران وادواتها في العراق لتزوير تلك العملية.

– فضح النظام الحاكم الاجرامي بكل الوسائل الممكنة دوليا.

-تعبئة الشعب العراقي مجددا لتنظيم صفوفه في المرحلة المقبلة لخوض النضال السلمي الوقائي دون تقديم خسائر جديدة كما حصل في ثورة اكتوبر 2019.

-العمل على تفعيل قانون تحرير العراق الذي اصدره الرئيس الامريكي الديمقراطي بل كلنتون في اكتوبر 1998 حيث ان التحرير لم يحدث للعراق فقد اسقط الامريكان نظام الطاغية صدام وتم تسليم البلاد لايران بكل مقدراتها.

– الحصول على الدعم العربي الاقليمي والدولي لعمل المعارضة الثورية الجديدة وفتح فضائيات تخاطب العراقيين والعالم مع وسائل الاعلام الاخرى.

– تنظيم صفوف العراقيين في كل موسسات الدولة بشكل سري وعلني لمنع الخسائر غير المبررة على يد اوباش ايران والتخطيط للمرحلة المقبلة.

– ابتكار وسائل نضالية جديدة جبنا الى جنب مع محاولة الحصول على اغلبية وطنية في مجلس النواب لسد الطريق على طهران في السيطرة مجددا على العراق وان كانت ايران لاتسمح بذلك وسوف تستخدم احط الاساليب ضد ذلك.

– رفع دعاوي في المحكمة الجنائية الدولية ضد مجرمي العراق وفسدته وقتلته واهم عناصر ذلك هم مزدوجو الجنسية من حكام العراق في كل المستويات الرسمية.

– متابعة الاموال العراقية المنهوبة في كل العالم بما في ذلك اموال النظام السابق.

– بناء قواعد بيانات لعناصر ومكونات لاحزاب ومليشيات ايران وامكاناتها واموالها وتحركاتها تمهيدا لاستخدامها عند نجاح الثورة العراقية القادمة التي يجب التخطيط لها جيدا فكل مليشيا وحزب اسلامي هو منظمة ارهابية مخابراتية امنية قائمة بحد ذاتها.

– تفعيل القضاء والعشائر ومنظمات المجتمع المدني والقوى الامنية وكل القوى الفاعلة للاقتصاص من قتلة ثوار العراق المعروفين.

-استمرار المطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين والفاسدين والدور الايراني الخبيث في العراق.

-مقاطعة المنتجات الايرانية تماما.

– فضح صفقات الفساد والتخريب ونشرها.

– فضح الدور التامري لايران اعلاميا واجتماعيا وسياسيا.

[email protected]

20.2.2021

المصدر