فصيلان أحدهما تابع لكتلة سياسية مسؤولان عن هجمات الخضراء ومقار التحالف الدولي

216

بغداد/ تميم الحسن

حملت الحكومة فصيلين مسلحين اثنين، مسؤولية الهجمات على المصالح الاميركية، وآخرها استهداف المنطقة الخضراء مساء الاثنين. وتتحرك الحكومة بحذر شديد، بحسب مصادر، في التعامل مع تلك الجهات، بسبب ان احدها مشارك وبقوة في العملية السياسية.

وكانت الجماعات المسلحة، قد اوقفت هجماتها على السفارة الاميركية والمعسكرات قرابة الشهرين، فيما عادت لنشاطها متزامنة مع كشف طهران معلومات جديدة عن ما عرف حينها بحادثة المطار.

وشهدت اواخر 2020 وبداية العام الحالي توترات كبيرة، حيث توقعت واشنطن ان تشن طهران هجمات مع الذكرى السنوية الاولى لحادث اغتيال ابو مهدي المهندس والجنرال الإيراني قاسم سليماني.

وتتهم الولايات المتحدة، ايران وجماعات عراقية مرتبطة بها، بالمسؤولية عن الهجمات على سفارتها والمواقع التابعة للتحالف الدولي في بغداد والمحافظات.

وتقول مصادر سياسية مطلعة لـ(المدى) ان “الدوائر الاستخبارية والامنية اطلعت الحكومة بشكل لا يقبل الشك على الجهات التي تقف وراء تلك الهجمات”.

ووفق المصادر ان “الحكومة تأكدت الان من ان تلك الهجمات وراؤها فصيلان مسلحان معروفان، احدهما لديه عدد من النواب، ووزراء في الحكومة السابقة”.

ورفضت المصادر ذكر اسم الفصيلين بشكل واضح، لكنها وصفت احدهما بانه “يعمل مع الحكومة في النهار وضدها في المساء”.

وكانت الحكومة قد اعتقلت نهاية العام الماضي، ما اشيع بانه المسؤول عن قصف الخضراء. وتسرب حينها اسم حسام الزيرجاوي، وهو مسؤول الصواريخ في حركة عصائب اهل الحق.

وكانت عملية اعتقال الزيرجاوي قد جرت بعد ايام من استهداف المنطقة الخضراء بثمانية صواريخ، بعضها سقط على مدنيين.

ومنذ لحظة مسك المسؤول عن الصواريخ، كانت الهجمات قد توقفت على السفارة الاميركية حتى ليلة الاثنين الماضية، وسبقها هجومان احدهما في اربيل والآخر في صلاح الدين.

نقل الصواريخ

وبحسب المصادر ان الهجمات الجديدة كان معد لها منذ فترة، حيث بدأت حمولات من الصواريخ تدخل الى العراق عبر سوريا خلال منفذ بعيد عن سيطرة الحكومة العراقية في غربي البلاد.

ووفق تقارير امنية ان الهجمات التي طالت مطار اربيل ومحيطه الاسبوع الماضي، وقاعدة بلد الجوية، وهجوم الخضراء الاخير نفذ بنفس الصواريخ وهي إيرانية الصنع.

وتنفي ايران والحشد الشعبي، علاقتهما بالهجمات التي استهدفت اربيل وتسببت بمقتل متعاقد مع قوات التحالف واصابة 5 من الاميركان بينهم جندي.

وكانت (المدى) قد كشفت عن ان الصواريخ كانت قد نقلت من الموصل الى كركوك، فيما تم نقل الصواريخ بعد ذلك الى داخل كردستان.

وقال ريبر أحمد وزير الداخلية في حكومة كردستان إنه تم “تحديد” الجهة التي تقف وراء عملية استهداف مطار أربيل ومقر التحالف الدولي، مشيرا إلى أن المنفذين “تسللوا إلى داخل الإقليم بهدف تنفيذ هجماتهم الصاروخية”.

كشف احمد في تصريحات الاثنين، أن السلطات “تنتظر من بغداد اعتقالهم”. وأوضح أن “المهاجمين استفادوا من المعاملة الجيدة للقوات الأمنية في نقاط التفتيش، وأحدثوا خرقا أمنيا”.

وأضاف أن “هذه العملية تقول لنا إن داعش ليست المنظمة الإرهابية الوحيدة في البلاد، وهناك جماعات إرهابية أخرى”.

لكن زعيم حركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، قال، امس، انه يمتلك معلومات حول استهداف المنطقة الخضراء وسقوط الصواريخ على المناطق السكنية، مشيراً إلى أن الإفصاح عنها في “الوقت المناسب”.

وقال الخزعلي في تغريدة على (تويتر) إن “استمرار استهداف المنطقة الخضراء رغم القرار الواضح من الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية وبهذه الكيفية التي تحدث فيها في كل مرة سقوط صواريخ على المناطق السكنية دون حدوث أي إصابات حقيقية أو خسائر في السفارة تضع الكثير من علامات الاستفهام حول الجهة المستفيدة من ذلك”.

وأضاف: “بالنسبة لنا فنحن نمتلك معلومات قد نفصح عنها في الوقت المناسب”.

وتسبب هجوم الخضراء ليلة الاثنين، بتدمير 4 عجلات مدنية، حيث سقط صاروخ على مرائب للسيارات في منطقة الحارثية، وصاروخان داخل المنطقة الخضراء.

أسرار جديدة عن مقتل سليماني

وجاء الهجوم، عشية اعلان ايران عن تفاصيل جديدة عن مقتل نائب رئيس الحشد ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، مافسر بانه رد طهران على تلك الحادثة الذي اجل من بداية العام.

وقال قائد الأركان الإيراني، اللواء محمد باقري، امس، إن القنبلة التي استخدمتها القوات الأميركية في اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، “لم تكن قنبلة عادية”.

وأضاف باقري، في تصريحات أمس الثلاثاء، “القنبلة التي استخدمتها القوات الأميركية في اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، لم تكن قنبلة عادية، بل قنبلة يتم فيها استهداف المعدات المدرعة، وهي تخترق الفولاذ بسمك 30 سنتيمترا، كي يتم تقطيع أجسادهم إربا إربا”.

بالمقابل ردت الخارجية الاميركية على هجوم الخضراء الاخير، بانها “ستحمل إيران المسؤولية عن أفعال أتباعها الذين يهاجمون الأميركيين”.

لكنها استدركت وقالت على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس بعد ساعات من الهجوم، إن القوات الأميركية ستتجنب المساهمة في “تصعيد يصب في مصلحة إيران”.

وكانت خلية الاعلام الامني، قد اكدت ان الصواريخ التي استهدفت المنطقة الخضراء انطلقت “من حي السلام (الطوبجي)”، بعد ما اعلنت العثور على منصات إطلاق الصواريخ هناك.

ويعتقد النائب علي جبار، وهو عضو في لجنة الامن البرلمانية ان “الفساد والتقصير الامني وربما حتى التعاون مع المسلحين وراء ادخال تلك الصواريخ الى الطوبجي”.

ويقول جبار في اتصال مع (المدى) ان “الهجمات على البعثات الدبلوماسية يثير قلق الشارع لان اغلب الصواريخ تسقط على المدنيين”.

ويؤكد عضو اللجنة ان “الحكومة غير واضحة في الكشف عن هوية تلك الجهات وعن اهداف المسلحين من تلك العمليات ماسبب في ارباك الوضع بالبلاد بشكل عام”.

المصدر