لجنتان للتحقيق بملف قصف أربيل: الهجوم من منطقة الحشد و السلاح صدامي

333

بغداد/ تميم الحسن

اتهمت اطراف في نينوى، قياديا في الحشد الشعبي، أُبعد مؤخرا عن منصبه بمهاجمة اربيل بـ6 صواريخ نهاية الاسبوع الماضي يعتقد انها من بقايا النظام السابق، ردا على قرار الإطاحة به.

وتحقق اكثر من لجنة منذ ايام بحادث استهداف قاعدة لقوات التحالف قرب مطار اربيل، يعتقد انها انطلقت من مناطق في شمال شرق الموصل، يسيطر عليها فصيل تابع لـ”الحشد”.

تأتي تلك التطورات في اعقاب، تصاعد الانباء عن احتمال اغلاق واشنطن سفارتها في بغداد بسبب الهجمات الصاروخية، التي تتبناها جهات مسلحة تطرح نفسها “كفصائل شيعية مقاومة”.

واكدت وزارة الخارجية العراقية، في بيانين منفصلين مع وزيري الخارجية الامريكي مايك بومبيو والكندي فرانسوا فيليب، عن ان بغداد بدأت باتخاذ اجراءات للحفاظ على امن البعثات الدبلوماسية.

وكشفت الخارجية في البيانين امس، لاول مرة بشكل صريح عن “قرار مبدئي” لواشنطن بإغلاق السفارة في بغداد، واصفة القرار بانه “قد يؤدي الى نتائج لا تصب في مصلحة الشعب العراقي”.

وكانت لجنة الامن في البرلمان قد ألمحت في وقت سباق لـ(المدى) بان الحكومة قد تلجأ الى فرض “عقوبات فورية” على القطعات العسكرية التي تحدث فيها خروقات. وسبق ان وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الاسبوع الماضي، بايداع القوة الأمنية في منطقة الرضوانية غرب بغداد، في التوقيف بعد سقوط صاروخ على احد المنازل وتسبب بمقتل وجرح 7 اشخاص من عائلة واحدة.

لجان تحقيق

في غضون ذلك، اكد سالم جمعة، وهو نائب سابق عن نينوى، قيام “لجنتين امنيتين” في المحافظة، احداهما جاءت من بغداد مكونة من الاستخبارات والمخابرات ومشتركة مع اقليم كردستان، بالتحقيق في الهجوم على مطار اربيل مساء الاربعاء الماضي.

وفق بيان خلية الإعلام الأمني، التابعة للحكومة العراقية، فإنه “صدرت توجيهات عليا بإيقاف آمر القوة المسؤولة عن المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ، وإجراء تحقيق فوري”، دون الكشف عن هويته. لكن النائب جمعة، نفى في اتصال مع (المدى) امس، “اعتقال اي شخص حتى الان او حدوث تغيير في القوات الماسكة لمناطق سهل نينوى، شمال شرق الموصل”.

وقال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في بيان الاربعاء إنّ “ستّة صواريخ أطلقت من أطراف قرية شيخ أمير التابعة لمحافظة نينوى من قبل الحشد الشعبي واستهدفت قاعدة التحالف في مطار أربيل الدولي” حيث يتمركز جنود أميركان”.

بدورها أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم أنّ الصواريخ أطلقت من على متن شاحنة صغيرة من مكان يقع “ضمن حدود اللواء 30 للحشد الشعبي” ولم تتسبّب بأية أضرار.

وقالت الوزارة في بيان إنه مساء الأربعاء، “تم إطلاق ستة صواريخ صوب مطار أربيل الدولي، ولحسن الحظ لم تُصب أهدافها ولم تُلحق أي أضرار”.

وأضاف البيان أنّ “الصواريخ أطلقت من على متن عجلة نوع بيك أب في حدود برطلة بين قرى شيخ أمير وترجلة، وهي مناطق تقع ضمن حدود اللواء 30 للحشد الشعبي”. وإذ شدّدت الوزارة في بيانها على “إدانتها الشديدة لهذا العمل الإرهابي الجبان”، أكّدت استعداد سلطات الإقليم “لردع أيّ اعتداء” وطالبت بغداد “باتخاذ التدابير اللازمة”.

اتهامات…

واكد سالم جمعة، وهو من طائفة الشبك ومن سكنة سهل نينوى، ان “اللواء 30 من الحشد الشعبي هو المسؤول عن تلك المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ”، مشيرا الى ان “الحادث جرى بعد اسبوع من ابعاد آمر اللواء وعد قدو”.

واعفت الحكومة قبل اكثر من اسبوع، حامد ‏الجزائري وهو نائب سرايا الخراساني التي نفت فيما بعد ببيان رسمي علاقة الاخير بالفصيل، ووعد القدو قائد “لواء الشبك” في سهل نينوى، من مهام إمرة لوائي 18 و30 في الحشد الشعبي. واتهم النائب جمعة، قدو بالهجوم على اربيل. واضاف: “وعد قدو لديه تاريخ من الكراهية ضد كردستان، وحاول اكثر من مرة ارباك العلاقة بين اربيل وبغداد”.

وتابع النائب السابق: “حاول قدو بعد اسبوع من ابعاده عن اللواء، خلط الاوراق والتأثير على الشبك واوضاع السهل والتشويش على آمر اللواء الجديد زين العابدين جميل، بضرب اربيل”، مبينا ان قدو “مازال موجودا في السهل ولم يعتقل حتى الآن”.

وتتكون المجموعة السكانية المعروفة بالشبك من خليط من القوميات، وأغلبهم من الكرد، كما يدين أغلبهم بالمذهب الشيعي، وتعرضوا لجرائم ونزح الكثير منهم خلال سيطرة داعش على سهل نينوى.

وخلال عمليات التحرير في نينوى في 2016، شكلت قوة الحشد الشعبي من ابناء الشبك واستلمت امن السهل، فيما يعتبر بحسب سكان المنطقة، هذا الفصيل تابعا لمنظمة بدر. وكانت خلية الاعلام التابعة للحكومة، قد قالت في بيان مساء الاربعاء، ان الصواريخ انطلقت من “وادي ترجلة بقضاء الحمدانية”، وهي احدى مناطق سهل نينوى التي تقع تحت مسؤولية “لواء الشبك”.

صواريخ روسية

واكد النائب سالم جمعة، ان الصواريخ التي استهدفت اربيل كانت من طراز جديد، يختلف عن “الكاتيوشا” التي تسقط بشكل متكرر على سفارة واشنطن في بغداد او مطار بغداد.

وكان زعيم حركة النجباء اكرم الكعبي، احد تشكيلات الحشد الشعبي، قد هدد في تغريدة على “تويتر” قبل 5 ايام بـ”دخول اسلحة دقيقة” لاستهداف القوات الاميركية، اذا “سكتت جميع القوى العراقية” على بقاء السفارة والقوات في العراق. ويعتقد جمعة بحسب بعض المعلومات التي حصل عليها، ان “الصواريخ تعود للجيش العراقي السابق بزمن نظام صدام”، مؤكدا انها “صواريخ روسية ولم تعتد تستخدم لدى القوات العراقية بعد 2003”.

وكان الحشد الشعبي، قد نفى علاقته بالهجوم الذي استهدف مواقع قرب مطار اربيل. وقال في بيان الخميس الماضي، ان المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ تعتبر “منطقة فراغ غير مسكونة، وتقع بين مثلث يحيط به الجيش وقوات الحشد الشعبي من أبناء الشبك وقوات البيشمركة”.

خلق الفوضى

ودان رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني، الهجمات التي تعرضت لها أربيل، وقال إن الإقليم “سيقف بقوة” ضد أي محاولة لزعزعة استقراره.

وقال بارزاني في تغريدة بعد وقت قصير من الهجوم، إنه اتصل هاتفيا برئيس وزراء الحكومة الاتحادية مصطفى الكاظمي لحثه على “محاسبة الفاعلين”.

بدوره اعتبر ناصر هركي، نائب عن اربيل، تلك الهجمات بـ”الارهابية”. وقال في تصريح لـ(المدى) ان “الارهابيين والمخربين لا يريدون ان يكون العراق مستقرا، ويسعون الى خلق الفوضى والتأثير على العلاقة بين بغداد وكردستان”. وانتقد هركي، وهو عضو لجنة الامن في البرلمان الاتحادي “الاجراءات الامنية في نينوى”، واضاف :”من غير المعقول ان تتواجد كل تلك القوات في المحافظة ولا يتم رصد تلك الاعمال الارهابية”.

وكان أحمد ملا طلال المتحدث باسم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد قال الخميس الماضي، ان هناك “تحقيقات مع عدد من مطلقي الصواريخ على المنطقة الخضراء”.

المصدر