ماكينزي: إيران تضغط سياسيًا على بغداد لإخراج القوات الأميركية

359

ترجمة / حامد احمد

بعد مرور اكثر من ثمانية اشهر على سلسلة الهجمات الصاروخية التي تسببت بمقتل متعاقد اميركي وجرح اربعة جنود اميركان آخرين في كركوك، ما تزال فصائل مسلحة مستمرة باستهداف قواعد عسكرية اميركية في العراق، وبدأت وتيرة هذه الهجمات بالازدياد .

وقال قائد القيادة المركزية للقوات الاميركية الجنرال فرانك ماكينزي، في لقاء مع محطة nbc news الاميركية خلال رحلته الى الشرق الاوسط: “لقد تعرضنا خلال النصف الاول من هذا العام الى مزيد من الهجمات الصاروخية غير المباشرة ضد قواعدنا وحولها وكانت اكثر عددا مقارنة بالنصف الاول من العام الماضي .”

واضاف ماكينزي بقوله “هذه الهجمات بالذات لم تكن مميتة وهذا شيء جيد ولكنها مستمرة. انها ليست هجمات مميتة لانها لم تصبنا مباشرة.” وجاءت تعليقات الجنرال ماكينزي بعد ساعات فقط من اعلانه عن نية الولايات المتحدة بتقليص عدد القوات في العراق الى النصف تقريبا بنهاية شهر ايلول الجاري مع استعداد 2,200 جندي اميركي لمغادرة البلاد .

مسؤول في البنتاغون قال ان معدل الهجمات قد ازداد عبر العام 2019 ولكن العدد الكلي للصواريخ في كل هجمة كان بشكل عام اقل.

في عام 2019 اعتادت فصائل مسلحة ان تطلق عشرات الصواريخ في هجوم واحد، في حين ان اغلب هجمات هذا العام تخللها عدد قليل من الصواريخ في كل هجمة .

وقال الجنرال ماكينزي: “نحن نعلم انه لديهم منظومات اسلحة جيدة جدا وانهم لم يستخدموا منظومات اسلحتهم المتطورة. انهم يستخدمون اسلحة من مستوى صواريخ 107 ملم وقذائف هاون (الكاتيوشا)، وهذه ليست بمستوى قسم من منظومات الأسلحة المتطورة التي يمتلكونها. مهما يكن السبب، ربما يتعلق الامر بطراز السلاح، لا نعرف ولكنها لم تصب اي احد منا بشكل مباشر وهذه نعمة .”

واضاف قائلا “لكن لا اعرف الى متى ستستمر هذه الهجمات”. وقال ماكينزي ان هدف ايران هو اجبار القوات الاميركية على مغادرة المنطقة، مشيرا الى انهم اتبعوا طرقا سياسية هذا العام، وتضمن ذلك محاولة التأثير على الحكومة العراقية للطلب من الاميركان المغادرة.

واكد بقوله “لقد اصبح امرا جليا الان، على الاقل بالنسبة لي، بان مسعاهم هذا سوف لن يتحقق، وذلك لان الحكومة العراقية ترى المنفعة المتحققة من الابقاء على علاقة امنية طويلة الامد مع الولايات المتحدة ومع حلف الناتو وشركائنا في التحالف. هذا لا يعني بان هذه العلاقة الامنية ستكون ضخمة ولكننا سنبقي على علاقة امنية جيدة معهم .” ومضى القائد العسكري الاميركي بقوله “على ايران الان ان تقرر، هل ستستمر بمناورتها السياسية هذه التي لم تحقق لهم شيئا أو انها ستنتقل لأساليب اخرى وترى ما قد تحققه لها. الزمن فقط سيكشف ذلك ولكننا متهيئون لكل شيء .” وقال الجنرال ماكينزي ان الجيش الاميركي جلب قدرات دفاعية اضافية، مثل منظومات الدفاع الصاروخية باتريوت، لتكون جاهزة في حال قيام ايران باتخاذ اي اجراءات عدوانية اخرى لاجبار القوات الاميركية على الخروج من المنطقة”، مؤكدا بقوله “انجزنا ما يتوجب فعله لحماية قواتنا .” وحذر ماكينزي ايران من ان تتبع اساليب اخرى تلحق ضررا، حسب ما تعتقده، انه لا يتجاوز الخط الاحمر للولايات المتحدة . واضاف قائلا “هذا خطر جدا، لانني لا اعتقد انه لديهم تصور اين هو حد خطنا الاحمر. قد يعتقدون ان بامكانهم الاستمرار بمهاجمتنا بالقذائف والصواريخ في العراق ولا نرد عليهم، سيكون هذا الاعتقاد أمرا خطيرا جدا بالنسبة لهم .” وقال ماكينزي: “القرار بالرد هو ليس قرارا عسكريا. الخطورة تكمن في ان ايران لا تدرك مدى العواقب التي قد تنجم عن بعض التصرفات التي تقوم بها .”

وكان الجنرال ماكينزي في بغداد الاربعاء واعلن بان الجيش الاميركي سيخفض من عدد قواته في العراق بنهاية هذا الشهر من 5,200 الى 3,000 جندي. هذا القرار اتخذ بعد مشاورات استمرت لبعض الوقت، بكسب الجنرال الاميركي.

وقال مكينزي ان الهجمات الصاروخية الاخيرة تقوم بها فصائل مسلحة متعددة وبينما لا يمكن ربط جميع تلك الفصائل بايران، فانها ما تزال تتحمل بعض المسؤولية .

ومضى بقوله “المرء يتساءل كم من هذه الهجمات موجهة من قبل ايران، وكم منها من قبل فصائل مسلحة منفلتة. أساس المشكلة انه حتى لو لم تكن تلك الهجمات بأوامر مباشرة من ايران، فان هذه الجماعات تستخدم اسلحة هي اصلا مجهزة لهم من قبل ايران، ولهذا فان هناك صلة معنوية بهذا الامر حتى لو ان ايران لم تعطهم توجيهات بفعل ذلك .” وفيما اذا سترد الولايات المتحدة على هذه الهجمات، قال ماكينزي “اعتقد ان الولايات المتحدة ستتخذ أية خطوات تراها ضرورية لحماية قواتنا في العراق .”

 عن محطة nbc news الأميركية

المصدر