وكالة أميركية: عقود استثمارية بقيمة 8 مليارات دولار والاستثناءات مرتبطة ببقاء السفارة

359

ترجمة/ حامد احمد

يقول محللون ان عقودا استثمارية مع شركات أميركية للطاقة في العراق بقيمة 8 مليارات دولار فضلا عن استثناءات ممنوحة للبلد باستيراد غاز وكهرباء من ايران جميعها معرضة لخطر تحذيرات واشنطن من انها قد تغلق سفارتها في بغداد بسبب التهاون الامني .

المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، حيث تتواجد فيها السفارة الاميركية وبقية البعثات الدبلوماسية الاخرى، كانت وما تزال هدفا لهجمات صاروخية ازدادت حدة خلال الاسابيع الاخيرة في بلد ما يزال يكافح من اجل كبح فصائل مسلحة موالية لايران خارجة عن القانون .

المحلل العراقي سجاد جياد قال لوكالة بلاتس للطاقة ان “غلق السفارة سيكون بمثابة مؤشر مدوي على ان الولايات المتحدة غير راضية عن الوضع في العراق وقد يؤدي ذلك الى توقف تام للتجارة والدعم الامني والمساعدة. بدون مباركة واشنطن ودعمها من الصعب جدا ان ترى مدى قدرة شركات الطاقة على الايفاء بقسم من التزاماتها التعاقدية أو حتى محاولة الاتفاق على صفقات مع بغداد وتنفيذها .”

استنادا لبيان وزارة الطاقة الاميركية في 19 آب، فان الصفقات التي وقعها العراق مع شركات الطاقة الاميركية خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لواشنطن قد تم الترحيب بها من قبل وزير الطاقة الاميركي دان بروليت، على انها “عوامل اساسية لمستقبل العراق في مجال الطاقة”.

العقود الموقعة مع خمس شركات تشتمل على عقد انتاج نفطي مع شيفرون واتفاقيات طاقة كهربائية مع جنرال الكتريك، وكذلك مع شركات بيكر هيوغز وشركة هوني ويل وشركة ستيلار للطاقة .

رعد القادري، مدير مركز بي سي جي سنتر في بوسطن للاستشارات في مجال سوق الطاقة، قال ان “اغلاق السفارة سيضر بالعلاقات بين واشنطن وبغداد” وقد يؤدي ذلك الى “معارضة داخلية لعقد صفقات تجارية مع شركات اميركية .”

واضاف القادري بقوله “التهديدات الحقيقية أو التصاعد بالعنف الداخلي هو ما يحرض الشركات الاميركية على اتخاذ اجراء وموقف .” الوضع الامني في العراق كان قد دفع بشركة النفط الاميركية، ايكسون موبيل، التي تعمل في حقل غرب القرنة 1 الى سحب كادرها الاجنبي من البلاد في أيار من العام الماضي .

متحدث عن الشركة، رفض التعليق على معدل الكادر الحالي وعن احتمالية غلق السفارة، قال لوكالة بلاتس “الشركة لديها برامج واجراءات على الارض لتوفير أمن لحماية منتسبيها وعملياتها ومنشآتها .”

وكانت قذيفة صاروخية قد سقطت على قاعدة التاجي العسكرية في آذار تسببت بمقتل اميركيين اثنين مع مجندة بريطانية .

وتقوم واشنطن حاليا بتقليص عدد قواتها في العراق الى النصف تقريبا ليكون عددهم 3000 جندي بنهاية شهر تشرين الاول، وهو تحرك قد يزعزع استقرار البلاد اكثر آخذين بنظر الاعتبار الهجمات المتصاعدة لمسلحي تنظيم داعش .

اذا ما قدر للسفارة ان تغلق فستكون لذلك تأثيرات عكسية على الاستثناءات التي منحت لبغداد منذ عام 2018 للاستمرار باستيراد الغاز والكهرباء الايرانيين، والتي تخضع للعقوبات الاميركية. رغم ذلك، فان مهلة الاستثناءات قد تقلصت في أيلول من 120 يوما الى 60 فقط، وهو مؤشر على ان صبر واشنطن مع العراق بدأ ينفذ . في بيان وزارة الطاقة الاميركية بتاريخ 19 آب أثناء زيارة الكاظمي لواشنطن، أكد وزير الطاقة الاميركي بروليت، على ضرورة ان يؤمن العراق استقلاليته عن ايران في مجال الطاقة . وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قال ايضا في 30 أيلول ان اي احتمالية لغلق السفارة الاميركية في العراق قد يحفز بعثات اجنبية اخرى للمغادرة ايضا. وقال حسين ان البلاد “غير سعيدة” بالتهديد الاميركي وتأمل من واشنطن ان تعيد النظر بقرارها التمهيدي لغلق السفارة، مشيرا الى ان الحكومة العراقية اتخذت اجراءات لتأمين المنطقة الخضراء والمطار وطريق المطار . واضاف حسين قائلا “الرسالة هي رسالة خاطئة، ونأمل من الادارة الاميركية ان تعيد النظر بقرارها. هناك احتمالية من ان انسحاب الاميركان من بغداد قد يؤدي لانسحابات اخرى، وهذا خطأ”.

الهجمات الصاروخية لم تقتصر فقط على القواعد الاميركية بل طالت ايضا ارتال تجهيز القوات الاميركية وحلفائها. ستة صواريخ تم اطلاقها ايضا على قواعد للتحالف في اربيل بتاريخ 30 ايلول مما يسلط ذلك الضوء على تهديد امني جديد .

انسحاب بعثات اجنبية اخرى سيكون موجعا وضارا بالنسبة لقطاع الطاقة العراقي، الذي يعتمد على شركات غربية وآسيوية لمساعدة البلد في ضخ نفطه .

ويقول المحلل جياد “اذا ما اقدمت الولايات المتحدة فعلا على غلق سفارتها في بغداد، فمن المحتمل ان يتبع ذلك قيام بلدان اخرى من اوروبا ومناطق اخرى على غلق سفاراتهم. وسيؤدي ذلك الى قيام عمال ومهندسين اجانب من تلك البلدان بالانسحاب معرضين بعض اعمال قطاع النفط في البلد الى التوقف .”

عن وكالة بلاتس الأميركية للطاقة

المصدر